26 - 06 - 2024

إيقاع مختلف | كيف أفلت من فخ الدعاية للذات؟

إيقاع مختلف | كيف أفلت من فخ الدعاية للذات؟

(أرشيف المشهد)

16-3-2015 | 15:34

أعرف أنه ليس عادلاً أن أستخدم المساحة المخصصة لى على صفحات المشهد من أجل الدعاية لنفسى كأحد مرشحى انتخابات مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، لكنى أوقن أيضاً أنه من التخاذل والتقصير أن أتجاهلطرح القضية ومناقشتها دفعا للحرج واستجابة للحساسية، لذلك قررت أن أجعل عمود هذا الأسبوع طرحاً متوازنا للقضية دون الانزلاق إلى الدعاية الشخصية للذات.

كثيرون ممن يتصدون للتعامل مع قضية انتخابات اتحاد الكتاب ينظرون إليها من زاوية العمل النقابى الذى يعنى بتقديم الخدمات للكتاب فى صورة رعاية صحية أو معاشات خاصة أو حتى دعم للطباعة والتأليف والأنشطة الثقافية المتنوعة، لكن الظرف الذى تمر به مصر والخصوصية التى تتمتع بها يفرض علينا أن نتعامل مع القضية بمنظور أكثر رحابة وأشد خصوصية.

إننى أنظر إلى اتحاد كتاب مصر باعتباره قلب الحركة الثقافية العربية بصفة عامة، وذلك دون أى قدر من الشوفينية أو التعصب الخاص للمثقف المصرى، فالمثقفون العرب يعولون على الحركة الثقافية المصرية ربما أكثر مما يدرك المثقفون المصريون أنفسهم، ويؤمنون بالدور الثقافى لمصر ربما أكثر مما يؤمن المثقفون المصريون أنفسهم، واتحاد كتاب مصر هو ضابط إيقاع الحركة الثقافية المصرية، أو ربما هذا هو ما ينبغى أن يكون، فحتى إذا ما نظرنا إلى الهيئات والمؤسسات الثقافية الفاعلة فى مصر فإننا سنجد أن جميع من يتصدون للمسئولية فى هذه المؤسسات -أو جلهم على الأقل- هم فى الأساس أعضاء باتحاد كتاب مصر بدءا من رئيس المجلس الأعلى للثقافة وأعضائه، إلى رئيس الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة وأعضائه، إلى رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب وأعضائه، وصولاً إلى وزير الثقافة الذى يقف على رأس المنظومة الثقافية المصرية، سواء أقبلنا أم لم نقبل، رضينا أم لم نرض.

وعلى ذلك فإن الحاجة إلى مجلس إدارة "محترم" على رأس اتحاد كتاب "محترم" تصبح حاجة شديدة الإلحاح، لأن هذا المجلس ينبغى أن يكون الواجهة الحقيقية للمثقف العربى بصفة عامة، ولا يمكن لهذا أن يحدث دون أن تكون الوجوه التى تقوم على الاتحاد وجوهاً "محترمة" على المستويات كافة : الإبداعية والأخلاقية والإنسانية والوطنية، الحاجة ماسة لوجوه لا ترى فى مقاعد مجلس الإدارة لوناً من ألوان الوجاهة الاجتماعية، ولا السطوة الثقافية، ولا باباً إلى تحقيق مكاسب ذاتية ما كان لها أن تتحقق ما لم يكن هذا العضو جالساً على ذلك المقعد.

نحن بحاجة إلى لجنة قيد لا تسمح لغير المبدعين أن يمروا إليه نعم، ونحن بحاجة إلى لغة أكثر رقياً فى حوار الأعضاء بعضهم والبعض الآخر نعم، ونحن بحاجة إلى إيقاف أى لون من ألوان الفساد أو التربح أو التهاون فى صون الحقوق نعم، ونحن بحاجة إلى رعاية الكتاب على المستويات كافة نعم، لكن أكثر ما نحتاج إليه أن نمتلك اتحاد كتاب يليق بالمثقفين المصريين والعرب، اتحاد كتاب "محترماً" "قوياً" لأنه إذا أحنى المثقفون رؤوسهم  فمن يرفع الرأس؟!

لأن ثورتنا لم تكن وهماً فإننا بحاجة إلى اتحاد كتاب يؤمن بتثوير المؤسسة الثقافية، ولأن أحلامنا العريضة هى فى حقيقتها حقوق ومسئوليات، فنحن بحاجة إلى اتحاد كتاب لا يسمح باختصار الأحلام.

وأنهى بما افتتحت به، فأقول : إنى لا أقبل لنفسى ولا لغيرى أن نكرس أعمدتنا للدعاية لأنفسنا، لذلك فإنى أدعو الكتاب المصريين إلى ألا يمنحوا أصواتهم إلا لمن يمكن أن يضمن لنا جميعا وجود اتحاد كتاب قوى "محترم". 

مقالات اخرى للكاتب

جِيل من الصور الطلِيقَة





اعلان